منذ عودة الحياة الى مدينة الموصل بعد تحريرها من عصابات داعش الإرهابية، بدأت عمليات أعادة اعمار المدينة ومعالمها ورموزها التاريخية والأثرية ومن اهمها جامع النوري ومئذنة الحدباء الشهيرة.
عمليات إعادة اعمار وترميم جامع النوري ومنارته والتي تم الإعلان عنها في 2018 تأتي ضمن مبادرة (إحياء روح الموصل) وبمشاركة وزارة الثقافة العراقية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ومجموعة من الخبراء الدوليين ومحافظة نينوى وبتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتهدف مبادرة (إحياء روح الموصل) إلى تعزيز المصالحة والتماسك الاجتماعي في الموصل ومدينتها القديمة من خلال ترميم وإعادة بناء جامع النوري. كما تهدف المبادرة إلى تنمية المهارات وخلق فرص لشباب الموصل من خلال إعادة تأهيل التراث وإحياء المؤسسات التعليمية والثقافية.
قبل البدء بإعادة إعمار جامع النوري، انطلقت عمليات إزالة ورفع الأنقاض والألغام والمتفجرات من الجامع ومحيطه وتثبيت ما تبقى من الهيكل الهش للحدباء، المئذنة التاريخية المائلة، التي بنيت قبل أكثر من 8 قرون وكذلك تثبيت قبة الجامع الأساسية بوضع أشرطة حول قاعدتها ودعاماتها.
الحفاظ على الطابع التاريخي
وأعلنت منظمة (يونسكو) مؤخرا ان عمليات إعادة البناء والترميم اجتازت مرحلة هامة
وان فريق العمل يقوم الآن بتنظيف وفرز الأحجار والقطع والمواد الأصلية القيمة من بين الأنقاض واخذ التفاصيل والقياسات الدقيقة لها من أجل استخدامها في عمليات إعادة البناء للحفاظ على أهمية النقوش والزخارف المعمارية والتزاما بالحفاظ على الطابع التاريخي للموقع.
وستضاف المواد الاصلية التي يتم فرزها في عملية إعادة البناء الجديدة بالاعتماد على الأرشيف الموجود في مدينة الموصل الذي يوثق التفاصيل والقياسات الدقيقة للنقوش والتصميم المعماري الأصلي.
جامع النوري رمز للموصل
ولجامع النوري الذي يقع في قلب الجانب الغربي من الموصل أهمية تاريخية ويعد من رموز المدينة القديمة.
بني الجامع في القرن 12 ميلادي وشهد عمليات توسيع وإعادة بناء في مراحل زمنية مختلفة، اخرها في اربعينيات القرن الماضي قبل ان يتم تدميره من قبل إرهابيي داعش في 2017 قبيل إعلان العراق النصر.
وبحسب منظمة اليونسكو فان عملية إعادة بناء جامع النوري قد تستغرق 5 سنوات.